اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد الأوّل: مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. الثاني: مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه. الثالث: مشهد الرحمة,وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه وانتقامه, ورحمةه حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة. الرابع: مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا. الخامس: مشهد الحمد, وان له سبحانه الحمد التام
على ذلك من جميع وجوهه. السادس: مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه. ************ ********* ******** فائده جميله من كتاب الفوائد لابن القيم
إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط, وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المرء على قدر دينه, فإن كان في دينه صلابة زيد له في الابتلاء. والابتلاء بالنسبة للمؤمن رحمة، إما رفع درجات أو زيادة حسنات أو محو سيئات. وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. أما البلاء بالنسبة للكافر فهو نقمة, وشأن الكافر كشأن البعير كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدرِ لمَ عقلوه ولمَ أرسلوه الله اكبر ولله الحمد