المسلمون في ألمانيا
مفكرة الإسلام:
شهدت مدينة كولن الألمانية اليوم وقائع مؤتمر الكنيسة الإنجيلية الواحد
والثلاثين، بمشاركة ممثلين عن الدين الإسلامي، وبمناقشات عن واقع الإسلام
والمسلمين في ألمانيا.
وحسبما نشرته وكالة الأنباء الألمانية شارك
مسئولون من المجلس التنسيقي للمسلمين بألمانيا في وقائع مؤتمر الكنيسة
الإنجيلية بمدينة كولونيا، وحملت الجلسة التي شارك فيها أيوب كوهلر رئيس
المجلس الأعلى للمسلمين اسم "كيف ترى حرية العقيدة؟"
وعبّر "كوهلر"
خلال كلمته التي ألقاها عن شعور المسلمين بالتضييق عليهم في ممارسة
شعائرهم الدينية، وعدم الشعور بالحرية العقدية التي يكفلها لهم الدستور
الألماني، وأن التعامل مع المسلمين في ألمانيا يمثل المحك الرئيس
والاختبار الأكبر لحرية العقيدة وصحوة الضمير في بلد مثل ألمانيا.
ودافع
"كوهلر" عن موقف الإسلام والمسلمين من الآخر واعترافهم به وإقرارهم بحريته
في الاعتقاد والتصديق، مطالبًا بأن يتم التعامل معهم كمسلمين بالمثل، وأن
تمنح لهم الحرية في ممارسة شعائر دينهم دون تضييق.
وطالب رئيس المجلس
الأعلى للمسلمين بأنه بدلاً من أن يتم معاملة المسلمين بالمثل فإنهم
يخضعون كل فترة وبين الحين والآخر إلى اتهامات عامة ومكررة من قِبل الساسة
والرأي العام، مضيفاً: "نحن لا نريد شيئًا آخر سوى معاملتنا بحيادية".
كما
شارك أيضًا "بكير ألبوجا" ممثلاً عن منظمة "ديتيب" الإسلامية التركية
بألمانيا، والذي اتهم الكنيسة الإنجيلية بأنها تثير القلاقل ضد المسلمين
في ألمانيا، وأنها تساهم بطريقة أو بأخرى في العداء للإسلام والتخوّف منه
ويقوي من ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، مستدلاً بالبيان الأخير الذي نشرته
الكنيسة بعنوان " إيضاح وحسن الجوار.. حول العلاقات بين المسيحيين
والمسلمين"، والذي أثار اعتراض المسلمين عليه وقت صدوره.
كما شهد
المؤتمر أيضًا مشاركة الممثل الألماني "بيتر زودان" بإحدى الجلسات، وقد شن
هجومًا عنيفًا ضد الرئيس الأمريكي "جورج بوش"، قائلاً: "حينما أتذكر السيد
بوش أشعر بالاستغراب فهو يصلي قبل كل اجتماع مع حكومته، ثم يختم الاجتماع
في النهاية بقرار شن حرب".
يشار إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا يبلغ
حوالي 3.5 ملايين نسمة, وعلى الرغم من هذا العدد لم يتسنّ لهم الحصول حتى
الآن على اعتراف رسمي بدينهم، كما يواجهون ضغوطًا متزايدة في الفترة
الأخيرة؛ بدعوى عدم اندماجهم في المجتمع الألمان