عدد الرسائل : 644 رقم الدفعة : 2008 أذكار : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم تاريخ التسجيل : 16/03/2007
موضوع: هيت لك 6/18/2007, 6:07 pm
احكم نفسك
النفس ليس لها ضابط إلا صاحبها ، فهي كسولة ، خمولة ، تشتهي المعاصي والسوء ، لا تستقر على رأي ، إذا هوت شيئا طوعت له كل طاقة وإذا عافت أمرا نصبت له شراكا جسورة . فكن حاكما حازما في قيادتها تسلم ، قال تعالى :
((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ))
( هَيتَ لك )
تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام : هيت لك
قال : معاذ الله
وكلمة هيت لك فيها من الجذب والإغراء والفتنة ما يقود النفس الأمارة للاستجابة ، ولكن الله سلم وعصم ولطف. ويا لمقام يوسف عليه السلام ، وقوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة ، معاذ الله . وياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن وتعرضت له الإغراءات
أن يفزع إلى : معاذ الله ليجد الحفظ والصون والرعاية
ويحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة معاذ الله ،
فالدنيا بزخرفتها وزينتها تناديه : هيت لك والمنصب ببريقه وطلائه يصيح : هيت لك والمال بهالته وصولته يقول : هيت لك والمرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها وتصيح : هيت لك
فمن ليس عنده معاذ الله ماذا يصنع ؟
وإن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة وفي أمن الناس لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب وجمال وشرف ومال وهي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، ورأي برهان ربه
ونادي : معاذ الله
فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوي الغلاب ، فصار يوسف مثلا لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، وحفظ كرامته ، وصان عرضه. ونحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ :
معاذ الله
فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة كلها تنادي : هيت لك
وجليس السوء ، والصاحب الشرير ، وداعية الزور ، وشاعر الفتنة كلهم يصيحون هيت لك فإن وفق الله وحصلت العناية ، وحلت الرعاية صاح القلب صيحة الوحداني : معاذ الله.