قال تعالى :
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك ؛ أين الجبارون ؛ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول : أنا الملك ؛ أين الجبارون ؛ أين المتكبرون ؟ } وفي لفظ في الصحيح عن عبد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يأخذ الله سمواته وأرضه بيده ويقول أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم } وفي لفظ { قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : يأخذ الجبار سمواته وأرضه .
وقبض بيده وجعل يقبضها ويبسطها ويقول : أنا الرحمن ؛ أنا الملك ؛ أنا القدوس ؛ أنا السلام ؛ أنا المؤمن ؛ أنا المهيمن ؛ أنا العزيز ؛ أنا الجبار ؛ أنا المتكبر ؛ أنا الذي بدأت الدنيا ولم تكن شيئا ؛ أنا الذي أعدتها . أين المتكبرون ؟ أين الجبارون : } وفي لفظ { أين الجبارون أين المتكبرون ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم على يمينه وعلى شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم } والحديث مروي في الصحيح والمسانيد وغيرها بألفاظ يصدق بعضها بعضا ؛ وفي بعض ألفاظه قال : قرأ على المنبر : { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة } الآية . قال : { مطوية في كفه يرمي بها كما يرمي الغلام بالكرة } وفي لفظ : { يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده فيجعلها في كفه ثم يقول بهما هكذا كما تقول الصبيان بالكرة . أنا الله الواحد } . وقال ابن عباس : " يقبض الله عليهما فما ترى طرفاهما بيده " وفي لفظ عنه : " ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم " وهذه الآثار معروفة في كتب الحديث
( نقلا عن مقال للشيخ حامد العلى )
البداية والنهاية للكون.... رؤية إيمانية
إذا أمعنا النظر في آيات القرآن الكونية لوجدناها تتحدث عن كيفية نشوء الكون وما هو عليه بعد ذلك وما هي النهاية. والعلماء اليوم يبذلون ما بوسعهم من الجهد والمال لعلهم يصلون إلى ما يكشف لهم شيئا من أسرار الكون، ولعلهم يصلون إلى أسرار تلك الآيات.
ولقد ذكرت الآيات الكريمة مراحل تكوين الكون، من تلك الآيات قوله تعالى: {إن السماء والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} الأنبياء.
وقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون} الذاريات.
وقوله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده} الأنبياء.
بداية الكون
يقول الدكتور ياسين مليكي رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبد العزيز إن من أرجح النظريات عن بدء خلق الكون نظرية الانفجار العظيم التي توضح أن الكون كان عبارة عن نقطة عديمة الأبعاد لا نهائية الكتلة والطاقة، وإن من هذا الانفجار نشأ المكان والزمان.
وهذا كما أشارت به الآية الأولى في قوله تعالى {إن السماء والارض كانتا رتقا ففتقناهما} الأنبياء.
جاء في تفسير ابن مسعود: الرتق هو الضم والالتحام أي أن السماء والأرض كانتا مرتوقتين أي شيئا واحدا.
متى انفجر الكون؟
لا يوجد رقم قطعي في هذا الخصوص، ولكن الرأي المرجح عند العلماء اليوم أن بداية الكون كانت قبل 15 مليار سنة تقريبا.
اتساع الكون
لقد كشف (فاستو مالفن سليفر) عام 1913 أن بعض الأجسام التي كان يعتقد سابقا أنها غبار كوني، تبتعد بسرعة 1800 كم/ثانية، وكان هذا الاكتشاف مفاجأة كبيرة للعلماء، ولم تكن تلك الأجسام إلا مجرات بعيدة عنا.
ثم أعلن (ادوين هوبل) عام 1929 قانونه المعروف (إن المجرات تبتعد عنا بسرعة تتناسب طرديا مع بعدها عنا). وقد تبين فيما بعد أن المجرات لا تبتعد فقط عنا، بل هي تتباعد فيما بينها كذلك، وهذا يعني أن الكون يتوسع على الدوام مصداقا لقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون} الذاريات.
ونظرية الانفجار العظيم ما هي إلا امتداد لتلك الفكرة والتي نشأت عام 1950، ومفادها أن الكون مادام في اتساع مستمر فإنه لابد وأن يكون قد انطلق من نقطة وانفجر عنها قبل 15 مليار سنة.
نهاية الكون
هناك احتمالات لنهاية الكون (تعددت الأسباب والموت واحد).
الاحتمال الأول: أن سرعة التوسع ستتباطأ تدريجيا بفعل قوة الجاذبية، ثم تقف وبعده سيبدأ بالتراجع والانكماش نحو الوراء، أي ستندفع المجرات وجميع الأجسام السماوية والفلكية نحو المركز، حتى يرجع الكون كله ويتركز في نقطة واحدة.
الاحتمال الثاني: الثقوب السوداء وراء نهاية الكون.
ما هي الثقوب السوداء؟
هي مواقع في السماء لا ترى ولا ترصد ولا تصدر عنها معلومات مباشرة، ولا يعرف عن وجودها إلا بأثرها على ما جاورها من مادة أو نجم، وتصل هذه الثقوب السوداء إلى هذه الحالة والتي تعد مرحلة من مراحل النجوم، والتي لا تستطيع أن تنطلق منها الأشعة. تبارك القائل: {فلا أُقسِم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم}.
وعند مرور أي أشعة ضوئية بجوار منطقة الحدث، فإنها ستنحرف بتأثير مجال الجاذبية الشديد للثقب.
ويلاحظ أن الثقب يطوي ما حوله من الكون بشكل يشبه السجل المطوي، وسيكون بذلك هو المرحلة النهائية والأخيرة من مراحل كوننا هذا.
وتبارك القائل في كتابه الحكيم: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده}.
.
منقول